تعرف على العاب قمار في العالم القديم
كانت الألعاب الرياضية في الحضارات القديمة في مصر واليونان وروما هواية تحظى بشعبية كبيرة. الألعاب الأولمبية، والمصارعون، ومجموعة واسعة من ألعاب الطاولة والنرد – كل هذه الألعاب تطورت من قلب البحر الأبيض المتوسط قبل أن تتوسع في كل أنحاء قارة أوروبا.
تطورت بعض أشهر العاب قمار في العالم في هذه الحضارات القديمة. بمرور الوقت، ومع كل غزو عابر، وصلت الألعاب والحيل والتقنيات إلى أبعد نقطة في كل إمبراطورية.
العاب قمار في مصر القديمة
امتدت الإمبراطورية المصرية على مدار ثلاثين قرنًا. بدأت هذه الإمبراطورية في عام 3100 قبل الميلاد إلى أن غزاها الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد؛ في الحقيقة فإنها استطاعت أن تستمر على مدار فترة زمنية طويلة جدًا لم تصل إليها أي حضارة أخرى.
كانت العاب قمار جزءًا كبيرًا من الحياة اليومية للمصريين. كان الناس أذكياء للغاية واتبعوا أسلوب حياة صحي ومارسوا العديد من الألعاب الرياضية والأنشطة المُختلفة، ومن المفارقات أن الدليل على وجود القمار يأتي في شكل أوراق البردي وهي وثائق قديمة تحتوي على قوانين لوقف انتشار القمار في المنطقة وتضمنت عقوبة مخالفة هذه القوانين الشحن إلى المحاجر كعمالة مجانية!
لعل أهم إرث للمقامرة المصرية هو لعبة السينيت التي تُعتبَّر مزيجًا من لعبة الطاولة والشطرنج، وجدت هذه اللعبة في مقبرة الملك توت عنخ آمون ويُعتقد أنها كانت تُلعب بواسطة الآلهة لتسوية النزاعات. علاوة على ذلك، تم استخدام العاب قمار أيضًا كوسيلة لتحديد النتائج المستقبلية. على مدار 3000 عام من عمر الإمبراطورية كان التجار والمسافرون يحصلون على فرصة التعرف على ألعاب الحظ وقد بدأت الأسرة التأسيسية للصين بعد 1000 عام من مصر، ومن المحتمل جدًا أن يكون المصريون قد لعبوا دورًا فعالًا في نشر ألعاب الرهان للعالم.
العاب قمار في اليونان القديمة
اليونان القديمة ليست فقط مهد الديمقراطية. إنها أيضًا موطن النحت وعلم الفلك والفلسفة والرياضيات والألعاب الأولمبية. تعتبر المقامرة أيضًا عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية. فقد ذكر هوميروس كثيرًا إجراء القرعة لتحديد نتائج مستقبلية بما في ذلك عندما اضطر أياكس لمواجهة هيكتور في معركة تروي الشهيرة التي تم تجسيدها في الفيلم الأمريكي المعروف الذي يحمل نفس الاسم.
ومع ذلك، فإن العاب النرد كانت هي التي تُسيطر على عالم القمار في اليونان القديمة. يتحسر الفلاسفة والخطباء أمثال ليسياس وإيسقراط وسقراط على الحب اليوناني للنرد، ومخاطره العديدة، و”ضياع الشباب في قاعات القمار”. تشير العديد من الإشارات إلى أن النرد كان اللعبة الوحيدة المنتشرة في المدينة ومع ذلك فيُعتقد أيضًا أن اصطياد السمان والقتال كان هواية شائعة للمراهنين الرياضيين.
تم تسجيل أول إشارة للرهان الرياضي في اليونان القديمة لذلك فليس من المستغرب أن تكون الألعاب الأولمبية خلية نحل لنشاط الرهان! هناك أيضًا أخبار تاريخية عن تقديم رشاوى للاعبين مقابل ترك الفوز لمنافسيهم لكي يفوز المراهنون! تُشير الأساطير اليونانية إلى أن الآلهة دحرجت النرد من أجل تقسيم الكون بينهم وهو ما يُعرف باسم “رمي أفروديت”!
العاب قمار في روما القديمة
قد تكون العاب قمار نشأت في مصر، وتم ضبط قواعدها بدقة في اليونان، ولكن في روما القديمة اشتعل حب المراهنة بالفعل. فقد كانت كل حانة في روما تُقدم لمرتاديها العاب قمار المُختلفة وكان الغش منتشرًا في كل مكان، وكان هناك مشاجرات في الحانات وحتى أعمال الشغب كانت أمرًا شائعًا!
يُقال أن الرومان أحبوا القمار لدرجة أنهم لم يتمكنوا من لعب أي لعبة بسيطة دون المراهنة. كان لديهم الكثير من الألعاب للاختيار من بينها، بما في ذلك النرد وعظام الحيوانات وطاولة الزهر، أشهر لعبة في روما كانت Hazard وهي لعبة رومانية مشهورة ومُشابهة للعبة الكرابس.
كانت المدرجات مركزًا للمقامرين الذين يُراهنون على المصارعين الذين يقاتلون حتى الموت، وسباق العربات الخطير وكان الجنود من أكثر المقامرين شراسة.
مع مرور الوقت تطورت العاب قمار وأشكال الرهان الأخرى بين الشعوب والثقافات المُختلفة، ومع توسع الإمبراطورية، شقت الألعاب طريقها إلى الزوايا البعيدة من أوروبا، وهي تتطور وتتغير مع كل قرن يمر.